1 - حبة المسار الجديد

الفصل1:حبة المسار
جموع من الناس تلتف حول المنصة الواسعة وسط السوق،همهمات صغير بين الحشد بينما ينظرون الى الرجلين فى المنصة.
قدر ذو اربعة ارجل لكن مع فتحة صغير فى الاعلى مغلقة بأحكام امامهما يبدو عليهما التركيز الشديد بينما يدفعان بيديهما فوق القدرين امامهما و لهب اصفر يدخل القدر المغلق.
احدهما نظر الى الاخر بطرف عينيه و قال:"زو لى لقد اخترت صنع حبة لم تنجح من قبل اتظن انك خبير عمره الف عام....يقال ان نسبة نجاحها اقل من واحد بالمئة...لقد اخترت الخسارة منذ البداية".
الرجل الذى يسمى زو لى ابتسم فقط و فجاءة القدر المغلق امامه الذى يسمى فرن صقل الحبوب بداء يرتجف و انفجارات صاخبة من داخله.
زو لى تجهم و حرك قوة روحه بكل ما لديه و ختم القدر ليمنع تسرب خلاصة الاعشاب الطبية داخله،بقي القدر يرتجف و الزخارف المحفور عليه تلمع بقوة.
الناس حول المنصة تراجعوا لبضع امتار خوفا من تأثير انفجار القدر الذى يبدو مثل وحش اسير سيخرج فى اى لحظة،فى الداخل المكون الاساسي الذي تم صقله حتى تبقت الخلاصة النقية منه فى شكل سائل فى منتصف القدر يغلى بقوة و حوله العشرات من السوائل الاخرى ذات الالوان المختلفى بداءت تنجذب نحو الوسط مما ادى الى صراع بين قوة الاعشاب و طاقة الروح.
فجاء المكون الاساسي بداء يلتف حول نفسه و يتكثف لحجم كبة صغير تلتف حول نفسها مع الحرار و الضغط المكونات الاخرى واحد تلو الاخر اندمجت معه.
السماء فوقهما بداءت تجمع الغيوم لكن فى الاسف امر غريب يحدث حيث ان النباتات فى السوق بداءت تذبل بسرعة هائلة كما لو ان حياتها سرقت منها.
بعض العجز فى جانب السوق سقطوا ميتين فجاءة طاقة شفافة خرجت من اجسادهم و دخلت جسد الحبة التى هى قيد التكوين فى قدر زو لى.
الامر حدث بسرعة بعد سرقة الحياة من الحيوات الضعيفة من حولها اخير تكونت الحبة التى تكون لحياة عدة نباتات و عجائز فى اخر عمرهم.
دينغ
صوت مثل موسيقى فى اذن زو لى صدر مما جعله يرفع راسه و يبدا بالضحك بكل قوة ضحكات تغمرها سعادة لا مثيل لها اي راحة بادية.
الرجل الاخر ينظر بغباء الى قدر زو لى و نسي ما يصقله تماما،رائحة عطرة عبقت المكان و القدر امام زميله توقف عن الارتجاف.
زو لى يلتقط انفاسه بقوة و العرق البارد يتصبب من جسده بينما عينيه اصبحت خافتة كما لو ان النور داخلهما اختفى.
ببطء فتح الفتحة الصغيرة للقدر شبه الكروى و كرة صغيرة شفافة تلمع مع ضوء الشمس خرجت من الفتحة رائحة طبية و هالة ملونة تتوهج منها.
ضحكات زو لى الفرحة زاد مستواها ليسمع كل من فى السوق بوضوح.
الرجل امامه صاح بغضب:"ما الذى فعلته ايها الغبي الان سوف نموت جميعا ان حبة القدر فى يدك تسرق مسار حياة الحيواة الضعيفة لتغير مسارحياة اى من يبتلعها انت تتحدى قوانين الطبيعة".
نظر الرجل الى السماء و جمع كل قوته فى قدمه محاولا التحرك لكن عقاب الطبيعة اسرع من ما تخيله و برق شرس بحجم جزع شجرة قديمة ضرب المنصة.
ضحكات زو لى الهستيرية توقفت و الرجل خصمه ايضا تحول الى رماد اما جموع الناس فى المكان انطلقوا بكل سرعتهم خوافا من عقاب الطبيعة الذى لم يشهدوه من قبل.
حركاتهم رشيقة حيث ان اجسادهم تبدو اخف من الريشة بينما مع كل خطوة يقطعون عشرات الامتار بعضهم مثل الريح اختفى من الحشد فى ثوان.
......
الحبة التى تسببت فى كل هذا المشهد تدحرجت من المنصة ببطء و مع الشوارع المنحدر نزلت الى نهاية الشارع الى ركن حيث شحاذ يرقد هنالك.
يبدو فى الاربعينيات من عمره مع شعر متسخ بالكامل و ذقن طويل يصل الى الى صدر و ايضا فى غاية الاتساخ لحسن حظه هو فى جانب الشارع لذلك لم يطاء عليه احد.
هذا الرجل الذى من المفترض انه فى قمة حياته يجلس هنا مع جسد هزيل يبدو كعصا خيزان مع انفاس ضعيفة بينما يتمتم بضعف.
"طعام طعام..."
يبدو ان للطبيعة اسرارها لان الرجل هنا بحسب وضعه فى هذا العالم المتوحش فهو عديم الفائدة تماما حسب ما يصنف فهو لم يستطع ايقاظ احساسه الروحى حتى هذه اللحظة.
بسبب عجزه طرد من منزل و تشرد لعشرين عاما لكن يبدو ان حظه نفذ منذ يومين حيث لم يعد احد يعطيه نقود او طعام،لقد اصبح ينازع الجوع لليوم الثالث.
الرجل اغمض عينيه التى فى طرفها دمعه صغيرة و يده التى هى عبارة عن هيكل عظمي مع جلد فوقه تحولت لقبضة تعبير الرجل تحول الى غضب شديد.
"اتمنى فقط ان احصل على بصيص امل طفيف ليخرجنى من هذه الدوامة المضلمة و هذا المجتمع القاسي فقط لو استطيع ايقاظ روحى لاصبح روحانى متدرب"يأس تسلل لعينيه و احس ان حياته تتلشى ببطء امامه.
فجاءة شى صغير دائري تدحرج الى يده و رائحة عطرة جعلته نشيطا على الفور و عينيه التى بداءت ترى الموت اشرقتا بقوة يده امسكت فى الحبة بقوة.
غرائزه اخبرته ان ما يمسكه فى يده ليس شئ عادى و اسم معين ظهر فى عقله:"حبة روحية".
تردد و نزاع ظهر فى عينيه من ناحية لا يعلم ما سيحدث له اذا ابتلعها و من الناحية الاخرى لا يريد الموت النزاع استمر لثوان قبل ان يتوقف فجاء و يبتلع الحبة بينما يهمس بمرارة:"كما لو ان لدي خيار افضل".
ابتلع الحبة التى لا يعرف ما تفعله لانه على حافة الموت على كل حال ليس هنالك ضرر من هذا.
الحبة تدحرج من حلقه الى بطنه ثم الى مكان اسف بطنه تمام الذى يعرف بالدانتيان حدث هذا الامر بتلقائية تماما.
الرجل شد على قبضته و تمنى فى عقله بصوت عالى:"اتمنى لو استطيع التدريب و ان اصبح روحانى اتمنى ان اعيش مثل البقية لا ان اصبح شحاذ تحت رحمة مزاج الاخرين فقط اعطيني بصيص امل ارجوكي...ارجوكي".
دعواته تم سماعها من قبل الحبة على ما يبدوا و الحبة فى الدانتيان تحولت الى طاقة قوس قزح براقة هائلة و قزفت الى راسه مكان الروح.
الم حاد يبدو كالصداع اجتاح راسه و صوت مثل كسر صغير سمعه من راسه و بعدها احساس راحة لا يوصف غمره عينيه غرقت فى الاحساس اصبح منتشى تماما.
اغلق عينيه و فجاءة لاحظ ان هنالك شئ مختلف عنه هنا الان يستطع الان رؤية ما حوله دون النظر حتى و بوضوح شديد فى محيط عشرة امتار.
الرجل الهزيل قفز من الارض فجاءة و فتح عينيه لينظر حوله فى الشارع الذي يبدو فارغ تمام من الناس فيه يبدو ان امرا غريب يحدث هنا.
"هاهاها-انا لونغ سان اخيرا فى بداية الطريق لقد اصبحت روحانى اخيرا ههههه"لونغ سان يحتفل بصوت عالي فى جانب الشارع.
"هاي ايها المهرج اخفض صوتك القذر و ابتعد ليمر السيد الشاب من هنا"صوت بارد صاح فى اذهنه.
ضغط خانق التف لونغ سان بقوة و بصعوبة التفت الى خلف ليري صبى بعمر الخامسة عشر او اكثر مع رجل بمثل عمر يقفون خلفه.
بسبب الضغط ركع لونغ سان على الارض لكن ضوء لامع سطع من عينيه فى هذه اللحظة...اخيرا سوف اغير مسار حياتى.

2019/07/22 · 413 مشاهدة · 1064 كلمة
Bushra Zahir
نادي الروايات - 2024